تاريـخ عشيـرة العزيـزات

تاريخ عشيرة العزيزات
بكل فخر وإجلال، يُسطّر تاريخ عشيرة العزيزات على صفحات الزمن كأنشودة عروبية متجذّرة في الأرض، ضاربة بجذورها في أعماق الجنوب الأردني منذ قرون. يُروى أن بدايات العشيرة ترجع إلى تحالف عشائري من بيوتات كريمة متعددة النسب، اجتمعوا على القيم، لا على الدم وحده، فتشكل منهم نسيج اجتماعي فريد حمل اسم "العزيزات"، وهم امتداد لقبائل عربية قديمة تعود بأصولها إلى الغساسنة والقبائل التي استوطنت الكرك وما حولها في بدايات العصر الإسلامي.
وتروي المرويات أن بعض بطون العشيرة كانوا من أوائل من ناصروا الدعوة الإسلامية في معركة مؤتة عام 629 ميلادية، حيث احتضنت الكرك أوائل الصحابة الشهداء، وكان لعشائرها، ومنها العزيزات، دورٌ في حماية الدعاة وإكرامهم.
في عام 1879، ونتيجةً لتغيرات سياسية واقتصادية، انتقل قسم من العشيرة من الكرك إلى مادبا، فكانوا من أوائل السكان المؤسسين للمدينة الحديثة. بنوا البيوت، وساهموا في إنشاء المدارس ودور العبادة، وكانوا من السباقين للانخراط في مؤسسات الدولة منذ تأسيس الإمارة الأردنية عام 1921.
ضمت العشيرة مسلمين ومسيحيين في انسجام اجتماعي نادر، وبرز من أبنائها أعلام كبار كالعالم والأديب الشيخ روكس بن زائد العزيزي، أحد أعمدة التوثيق الوطني الأردني، ورجال شاركوا في الثورات الوطنية، وساهموا في إعلاء شأن الأردن الحديث.
واليوم، تقف عشيرة العزيزات شامخة، محافظة على إرثها، وفية للعرش الهاشمي بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وولي عهده سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ساعية لبناء وطن متماسك ينهل من تاريخ المجد، ويزهو بمستقبل الأمل.
هذا التاريخ ليس سردًا فحسب، بل هو روح تنبض بالحياة، تُسقى من دماء الشهداء، ونور المثقفين، وعرق المزارعين، ونقاء الجنود الأوفياء. فالعزيزات... اسم لا يُنسى، وراية لا تسقط، وبيت مفتوح لكل أردني حرّ.